خلاف سوري لبناني تشهده قمة غزة في الدوحة

الدوحة - شبكة اصدقاء غزة الاخبارية : شهدت قمة غزة الطارئة في العاصمة القطرية اليوم خلافا سوريا لبنانيا حول المبادرة العربية ففي حين نعى الرئيس السوري بشار الأسد مبادرة السلام العربية ، واعتبرها ' بحكم الميتة أصلا '، تحفظ الرئيس اللبناني ميشال سليمان ، وتم تسجيل تحفظه في البيان الختامي ' على تعليق مبادرة السلام العربية مع اسرائيل ' ، واكد الرئيس سليمان في كلمة له تمسك لبنان بالمبادرة العربية ، فيما أعلن وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في مؤتمر صحافي تحفظ الرئيس اللبناني ، واشار الوزير القطري الى ان المبادرة كانت في بيروت . فيما التقت المواقف السورية والايرانية كما بدا من كلمة الرئيس الايراني احمدي نجاد .

وقال الرئيس السوري ' كلما قدمنا مزيدا من التنازلات أمعنت إسرائيل في غطرستها،وإذا كنا نطالب بسحبها فهي سحبت وقتلت من قبل إسرائيل منذ إطلاقها وما بقي علينا كعرب هو أن ننقل سجل هذه المبادرة من سجل الأحياء إلى سجل الأموات' واكد انها مسحوبة من قبل اسرائيل.

وكانت قمة غزة عقدت بمن حضر ودون اكتمال النصاب القانوني للقمم العربية ودون حضور تمثيل من الجامعة العربية بعد تأخير حوالي اربع ساعات ودون حضور سعودي مصري اردني وعدد من الدول العربية ودون مشاركة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته وبقاء الكرسي الفلسطيني فارغا وحضور في صف المراقبين قادة الفصائل الفلسطينية القادمين من دمشق خالد مشعل ورمضان شلح واحمد جبريل وطالب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل 'وقف كل اشكال التطبيع والعلاقات مع الاسرائيليين بكل اشكالها وتفعيل المقاطعة العربية'. واكد مشعل ان الحركة 'لن تقبل الشروط الاسرائيلية وان المقاومة على ارض غزة لم تهزم' واضاف ان 'العدوان على غزة سيتحطم على صخرة صمود' الفلسطينيين كما اكد على ضرورة رفع الحصار وفتح المعابر ودعا العرب الى رعاية حوار من اجل المصالحة الوطنية الفلسطينية.


فيما تمنى امير قطر حمد بن خليفة ال ثاني لو كان عباس قد حضر لمناقشة مايتعرض له شعبه في غزة' الا انه اثر عدم الحضور 'فيما تحدث وزير الخارجية القطري عن ضغوط تعرض لها عباس لجهة عدم الحضور.


مشعل

من جانبه طالب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل المشاركين في قمة الدوحة المكرسة للوضع في قطاع غزة، بوقف كل أشكال التطبيع والعلاقات مع الإسرائيليين وتفعيل المقاطعة مع إسرائيل. وقال مشعل في كلمة ألقاها في القمة: ' إن فصائل المقاومة ورغم كل هذا الدمار في غزة لن تقبل الشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، لأن المقاومة على أرض غزة لم تهزم، وإسرائيل فشلت في الميدان '.

وأضاف أن إسرائيل بكل قوتها تستهدف الأطفال والمستشفيات والمساجد، داعيا القمة إلى التحرك على كل الأصعدة ' لإدانة إسرائيل ومحاكمتها '. وأشار إلى أن إسرائيل أصبحت اليوم ' عاجزة عن النصر على المقاومة '، وأن الإدارة الأميركية لم تعد اليوم تملك الهيمنة وفرض الشروط. وطالب الدول العربية بأن تأخذ خياراتها وتتعامل مع الإدارة الأميركية من ' منطلق الندية '. كما دعا مشعل القمة العربية الى تبني مطالب الشعب الفلسطيني بـ' وقف العدوان ' وانسحاب إسرائيل من غزة ورفع الحصار وفتح المعابر، مشددا على ضرورة أن تتحمل إسرائيل مسؤولية ما لحق بالشعب الفلسطيني من دمار وضحايا.


الأسد

كذلك دعا الرئيس السوري بشار الأسد في كلمة في إفتتاح 'قمة غزة الطارئة' في الدوحة الجمعة الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل إلى 'إغلاق السفارات الإسرائيلية' فورا وإلى 'قطع أي علاقات مباشرة أو وغير مباشرة' معها.

وأضاف أن 'المبادرة العربية نعتبرها بحكم الميتة وقتلت من قبل اسرائيل. بقي علينا نقلها من سجل الاحياء الى سجل الاموات'. وكانت بدأت بعد ظهر اليوم الجمعة في الدوحة 'قمة غزة الطارئة' بحضور عدد من الرؤساء العرب ووفد يمثل حركة حماس والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وسط إنقسام عربي وفلسطيني. ويحضر الإفتتاح قادة ووزراء من 12 دولة عربية فيما ظلت كراسي الدول العربية التي لم تحضر الاجتماع فارغة في قاعة الجلسة وبينها كرسي فلسطين. وجلس رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الى طاولة المراقبين خلف لافتة حملت اسمه فقط.


كما يحضر ايضا ممثلو سبعة فصائل فلسطينية اخرى تتخذ من دمشق مقرا. وردا على سؤال قبيل افتتاح القمة حول ما اذا كان سيجلس في مقعد فلسطين، كرر مشعل مرتين 'نحن نعرف الاصول'.


واعلن سفير فلسطين في قطر الخميس ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعتذر عن حضور القمة. وجلس الى طاولة منفصلة الرئيسان الايراني محمود احمدي نجاد والسنغالي عبد الله واد. كما حضر الافتتاح ممثلون عن تركيا واندونيسيا.


وقد ارجئ افتتاح القمة لبضع ساعات اليوم الجمعة، حسبما اعلن المنظمون. وكان يفترض ان تفتتح هذه القمة التي دعت اليها قطر عند الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي (7,00 تغ). ولم يذكر المصدر اي توضيحات لأسباب هذا التأجيل.


من جانبه أكد وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ أن لا قمة عربية اليوم في الدوحة، بل مجرّد لقاءات تشاورية تسمح لوزراء الخارجية والاقتصاد العرب بتحضير ورقتهم الى قمة الكويت يندرج في سياقها بند غزة. صلوخ وفي أحاديث صحافية، أمل في أن تؤدي الاتصالات الجارية الى وضع حد للغط القائم حول القمة، ورأى في المقابل أن أي اجتماع يعقد بأقل من النصاب المطلوب، هو لقاء تشاوري لا تصدر عنه قرارات، مشيراً الى أن لبنان سيحدد موقفه من المشاركة في أي لقاء، اذا لم تنل الدعوة القطرية الاغلبية المطلوبة المكونة من 15 دولة.


وكان أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لمجلس التعاون عبد الرحمن العطية، أن النصاب القانوني اللازم لعقد القمة العربية لم يكتمل. وأكد أن القمة الخليجية الطارئة في الرياض أعادت اللحمة للصف العربي باتفاقها على مناقشة ملف غزة في قمة الكويت، مؤكداً ضرورة تكاتف الجهود العربية في هذا الظرف لمواجهة التحديات، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية.

كما أكد الفيصل أهمية النظر إلى 'النتائج التي تتمخض عنها أي قمة عربية وليس مهماً مكان انعقادها 'محذرا في الوقت نفسه من الاستعجال لعقد قمة لا تناقش قضايا جوهرية ما يفقدها معناها وجدواها. وحمل وزير الخارجية السعودي إسرائيل مسؤولية التنصل من تنفيذ القرارات الدولية وبخاصة المبادرة العربية، التي اعتبرها مثمرة وصالحة في إحلال السلام لكنها لم تحظ بالقبول من الطرف الآخر في إشارة إلى إسرائيل التي اعتبر أنها لا تريد السلام وإنما كسب المزيد من الأراضي.



آلاف الفلسطينيين يشيعون صيام

فلسطينيا شيع الاف الفلسطينيين بعد ظهر اليوم الجمعة جثمان القيادي في سعيد صيام ونجله وشقيقه من امام مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة حيث وري جثمانه في مقبرة 'الشهداء' في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة. وحمل المشيعون جثمان صيام الذي لف براية حركة حماس الخضراء على الاكتاف وساروا به الى منزله في حي الشيخ رضوان وادوا عليه صلاة الجنازة في مسجد 'امان' في حي الشيخ رضوان حيث كان يصلي فيه ثم توجهوا الى مقبرة الشيخ رضوان ووري جثمانه الثرى.



وردد المشيعون هتافات تدعو للثأر والانتقام لمقتله ومنها 'بالروح بالدم نفديك يا ابا مصعب، زلزليهم يا حماس'، 'نعاهدك يا ابا مصعب اننا لن نتنازل عن ذرة تراب من فلسطين' و'الله اكبر على اسرائيل الله اكبر على اميركا الله اكبر على الصمت العربي والدولي'. ورفع المشاركون في جنازة التشييع رايات حماس الخضراء ورايات للفصائل الفلسطينية.


والقصف مستمر

ميدانيا تواصل القصف الإسرائيلي المتقطع صباح الجمعة على مناطق متفرقة من مدينة غزة مع ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 1139 والجرحى إلى قرابة 5150 وفق مصادر طبية فلسطينية. في الغضون أعلن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، الخميس، إن الساعات القريبة القادمة قد تقدم حسماً لما يجري، ونرجو أن يكون هناك إيجابية لوقف إطلاق النار سريعا.


هذا وقال محمود عباس خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، إن القصف الذي قام به الجيش الإسرائيلي كان بارزا ومؤلما جدا، لأنه تركز على مخازن ومراكز الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يقصفون فيها المدارس والمساجد ومقرات 'الأنوروا' والمستشفيات.


وقال عباس إن مهمة وزير الخارجية الألماني تتركز على وقف لإطلاق النار، وقف للعمليات العسكرية لإتاحة المجال أمام الجهود الإنسانية حتى تحافظ على من تبقى من الناس، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية 'وفا.' وبخصوص القمة الطارئة التي دعت إليها دولة قطر قال عباس، أبلغنا الإخوة في قطر إننا ذاهبون إليها، مضيفا أنه للآن ليست لدينا معلومات عمّا سيجري في هذه القمة.


وأشار إلى أن هناك قمة خليجية الآن هي في قيد الانعقاد،(في إشارة لقمة الرياض الطارئة) ننتظر 'أن نسمع أخبارا إن شاء الله أن تكون جيدة.' وفي ما يتعلق بالمبادرة الصينية، قال عباس 'المبادرة جيدة وتقع في إطار القرار رقم 1860، وهي ليست متناقضة إطلاقًا مع المبادرة المصرية التي هي الآن قيد التداول بين جميع الأطراف'.


وكانت جددت 'حماس' دعوة جماهير الشعب الفلسطيني في كل مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، 'لتنظيم أكبر وأوسع فعاليات ومسيرات لإدانة العدوان.. والوقوف مع غزة الصامدة وأهلها الأبطال'، معلنة اليوم الجمعة 'سيكون يوم الغضب الفلسطيني ومسيرات عارمة من المسجد الأقصى، وجميع مساجد الضفة عقب صلاة الجمعة، لأجل غزة التي ترسم شارة النصر المبين لشعبنا وأمتنا' وفق ما نقله موقع كتائب 'عزالدين القسام' الجناح المسلح للحركة.