بـصـراحة ودون محاباة ، ماذا تريدون ؟

نقرأ من وقت لأخر، عناوين أخبار لا معة ، ومقالات في الصحف مدويّة ، وتصريحات في الفضائيات نارية ، ومواقف وبرامج سياسية كلها تتناطح وتتعارض مع بعضها بعضا. ويردح منا واحدٌ للآخر دون أن نخرج بنتيجة تُذكر.

وأصبحنا حائرين أين نقف من كثرة التنوعات والأتجاهات والتخرّسات والتشوهات السياسية من قبل كل ألأطراف السياسية الفلسطينية ، دون الشعور أو ألأحساس بما تجرّعناه من الهموم والجراح والعذابات والألآم على مدى عقود خلت ! البعض منكم يريد تحريرها من البحر الى النهر وهو عاجز عن تحقيق ذلك .

والبعض ألأخر يريد تحرير جزءاً منها إن أمكن أيضا ذلك . .وآخرون لا يريدون شيئاً سوى لملمة الشعارات ورفعها الى أعالي السماوات ويريدون منا أن نصدّقهم بذلك . يا أيها ألأحبة ، يا قادة الفصائل والحركات والمجموعات ، إلى أين أنتم ذاهبون بنا ؟ يا سادة يا رافعي راية الحرية وشعار التحرر ، هل تعلمون أنكم قتلتم من شعبكم أكثر مما قتل ألأعداء !!

وهل تعلمون أن القدرة على ألأحتمال لأستيعاب خطاياكم قد فاقت كل احتمال ! لقد ألحقتم بهذا الشعب العظيم الكثير الكثير من المساويء وألأهانة والأذلال فاقت قدرته على ألأستيعاب والأحتمال .

بالأمس البعيد ظهر لنا ومن بيننا (الزنّار ألأحمر)ومن ثم ( ألزنّار ألأسود ) وهم فلسطينيون ، وقتل منا ما قتل .

وبالأمس القريب ظهر من بيننا قتلة السفراء والمعتمدين تحت يافطة المتخاذلين والمستسلمين لهذا الجناح أو ذلك ، لتثبت لنا ألأيام بعد فترة وجيزة أنهم مرتبطون بدوائر ومؤسسات أمريكية مثل أل CIA . وكانوا تحت حماية أسيادهم من أصحاب الشعارات الرنانة والطنانة الكاذبة التي تنادي من أجل تحرير فلسطين من البحر للنهر كما كانوا يدعوون .

واليوم وبعد كل ما جرى لأهلنا في القطاع ، وما آلت إليه آلة القتل والدمار ألأسرائيلية ، ما زلنا نقرأ ونسمع أصوات الممانعة والمزاودة تنطلق من هنا وهناك دون أن يستفيد ودون أن نتعلم من دروس الماضي وأخطائه .

وما زال البعض منا يرفض وهو لا يدري لماذا يرفض وانما فقط من أجل بعض ألأجندة البعيدة عن الواقع الفلسطيني أولا والعربي ثانيا .

وأنني أرى اليوم وليس غداً ، أن المصالحة الفلسطينية وأعادة اللحمة لهذا الشعب الجريح هي الهم ألأول . وأن لا نبقى نختلف على أمور ما زالت بعيدة المنال .

وأملي أن نلتقي على القاسم الوطني المشترك في قاهرة المعز ،لا أن نلتقي على توزيع المقاعد والكراسي المهترئة لهذا الفصيل أو ذاك . بل نلتقي على بلسمة جراح شعبنا وعذاباته وآلامه التي تساندها كل شعوب العالم .

ونصيحتي لكم جميعاً : إذا لم تتفقوا قلباً وقالباً ، فأن شعبنا سيلفظكم ويرفضكم جميعاً ولا نريد بعدها لا فصائل ولا حركات .