ورطة مشعل وحمد في مؤتمر الدوحة !

القاهرة - شبكة اصدقاء غزة الاخبارية : الاهرام المصرية_ أحمد موسى : كانت كلمات الرئيس حسني مبارك أمس الأول كاشفة للرأي العام‏,‏ عندما قال‏:‏ ماذا فعلت دول الممانعة للقضية الفلسطينية‏,‏ ولتحرير الأراضي العربية من الاحتلال‏,‏ ومنذ العدوان الإسرائيلي علي غزة تساءل أهالي واريخ حزب الله والحرس الثوري الإيراني وقطر؟‏!.‏

ويتندر الفلسطينيون علي هذه الدول بأنهم يطلقون تصريحات عنترية ظاهرها الويل‏,‏ والثبور لإسرائيل‏,‏ وباطنها لايسمن ولا يغني من جوع‏.‏ومع التنديد التليفزيوني والشفهي من دول الممانعة‏,‏ وفي مقدمتها سورياطر‏,‏ ومعهم الحليف الاستراتيجي حزب الله لم يقدم كل هؤلاء أي دعم لحركة حماس علي الأرض كي تواصل مقاومتها‏,‏ وما ظهر في الجلسة المغلقة لاجتماع الدوحة يكشف عن فضيحة غير مسبوقة‏,‏ تحدد بالضبط كيف وقعت هذه الحرب‏,‏ ولماذا لم تستمع قيادات حماس للأصوات العي طالبتها بالاستمرار في التهدئة؟‏!‏حدث في هذا الاجتماع التشاوري لدول الممانعة أن كشف خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس‏,‏ في مداخلته أمام الحاضرين عن أن حماس خططت بأن تلك العملية لن تأخذ أكثر من يومين أو ثلاثة أيام‏,‏ وتحدث التظاهرات في العالم العرإسلامي‏,‏ وتخرج الناس للشوارع في مصر وباقي البلدان‏,‏ وتنظم تظاهرات أمام البعثات الدبلوماسية المصرية‏,‏ وكل هذا بهدف الضغط علي مصر لتفتح معبر رفح بدون شروط‏,‏ وقال مشعل‏:‏ هذا كان رهاننا علي الشارع العربي‏,‏ ولم تكن لدينا توقعات بهذه الجرائم ال شعبنا ومواطنينا في غزة‏.


‏هكذا جاء إعتراف مشعل بنفسه أمام الدول التي دفعته لكي يتخذ موقفا متشددا من المبادرة المصرية وألا يستمع لرأي قيادات حماس في الداخل‏,‏ والذين كانوا يأملون في وقف الحرب بأي شكل‏,‏ فهم الذين يعانون وليس مشعل وجبريل وشلح‏,‏ ما أس المكتب السياسي لحماس يؤكد الحسابات الخاطئة التي بنت علهيا الحركة هدفها‏,‏ وحددت أن دول الممانعة التي راهن عليها مشعل ورفاقه قد خانته وتخلت عنه‏,‏ ولم تقدم له العون أو المساعدة سوي من خلال الظهور التليفزيوني‏,‏ كما أن حماس وحسب ما ذكره مشعل في الدوح للرأي العام أن حماس لعبت دورا في نشوب الحرب علي الفلسطينيين‏,‏ ومسألة عدم توقعها أن تستمر‏20‏ يوما فهذا يرجع لسوء التقدير من جانب حماس‏.‏

لكن من المهم أيضا أن يعرف الرأي العام المداخلة التي ذكرها وزير خارجية قطر خلال الجلسة المغلقة بقوله لمن شاركوا قلت للإسرائيليين إن أي اتفاق مع أبومازن بدون حماس لن يتم‏..!

‏هكذا ظهرت كل الأمور علي حقيقتها‏,‏ وتبرز أسباب الهجوم علي مصر‏,‏ وانتقادها‏,‏ وأيضا يفسر إصرار قطر علي عقد اجتماع بعيدا عن مظلة الجامعة العربية‏!‏قطر تبلغ إسرائيل عن سفينة الأسلحةأما اهروب من دول الممانعة فليست جديدة‏,‏ ويكفي أن المخابرات القطرية هي التي رصدت السفينة كاترين التي كانت تحمل أسلحة إيرانية للفلسطينيين في مارس‏2002,‏ عندما كانت بالقرب من جزيرة كيش‏,‏ وسارعت المخابرات القطرية بابلاغ الإسرائيليين عنها وسهلت اعتراضها وحوذلك في نطاق التنسيق بين الحكومتين القطرية والإسرائيلية‏,‏ بينما أبلغت إسرائيل السلطات القطرية بتفاصيل محاولة اغتيال أمير قطر وسلمتها ملفا بتفاصيل المحاولة التي كانت جهات فلسطينية تعتزم تنفيذها خلال مشاركة أمير قطر في مؤتمر القمة العربية في‏27‏ مارس‏الذي عقد في بيروت‏,‏وأن تخطيط الجهات الفلسطينية لاغتيال الأمير القطري للانتقام منه بسبب تورط أجهزة مخابراته في الكشف عن شحنة الاسلحة الإيرانية التي كانت في طريقها إلي الفلسطينيين‏.


واعتمدت خطة الاغتيال لأمير قطر من جانب بعض الفصائل الفلسطينية علي اسقائرة حاكم قطر في الجو قبل وصولها إلي بيروت أو خلال اقلاعها من المطار‏,‏ ولم يكن دور قطر متوقفا عند الابلاغ عن شحنة الاسلحة فقط‏,‏ بل وصل التعاون بين المخابرات القطرية والإسرائيلية إلي سلسلة من المحاولات القطرية لاختراق الساحة الفلسطينية‏,‏ وتقديم خدمامعلومات لإسرائيل‏,‏ ويستغرب المحللون هذا التقارب بين قطر وإسرائيل‏,‏ في الوقت الذي تعتبر فيه قطر من أشد حلفاء حماس التي ترفض الاعتراف بإسرائيل‏,‏ ويبدو أن الدوحة تلجأ لهذه العلاقات لحاجتها لأصدقاء لمواجهة الاهتمام الكبير الذي تحصل عليه دول خليجية كبرلولايات المتحدة‏.‏

لكن هل قطر بالفعل سوف تقطع أو تجمد علاقاتها بإسرائيل بعد القرار الذي اتخذته يوم الجمعة الماضي؟‏!‏الرد علي هذا التساؤل جري بين عدة أطراف عربية عقب اجتماع الدول‏,‏ بحضور وزير الخارجية القطرية حمد بن جاسم‏,‏ والذي قال‏:‏ هدفنا من هأن نخرس الاصوات التي تطالبنا بهذا‏,‏ والذين يستسهلون مهاجمة قطر بسبب المكتب التجاري حتي نحرج الآخرين‏,‏ وأشار بالغمز واللمز إلي مصر والأردن‏,‏ ويبدو أن رسالة وزير خارجية قطر وصلت مباشرة إلي إسرائيل‏,‏ فقد ردت ليفني مساء السبت ـ أمس الأول ـ بأن العلقطر ستعود إلي طبيعتها‏,‏ هذا التفسير من جانب ليفني‏.

يتأكد من أن مكتبهم التجاري لن يغلق‏,‏ ولم تذهب المظاهرات القطرية إلي هذا المكتب‏,‏ بل لم يحرق علم إسرائيل في أي من المظاهرات التليفزيونية التي نظمتها الحكومة القطرية‏,‏ ولم نسمع اجابة علي هذا ناة الجزيرة‏!‏وفي زيارة للدوحة قبل عدة أشهر لعضو الكنيست يوسي بيلين‏,‏ ومقابلته لوزير الخارجية القطرية‏,‏ قال الوزير القطري ما نصه‏:‏ إن قطر مفتوحة لمساعدة أي رغبة إسرائيلية بالتحدث مع أي جهة عربية بما في ذلك حماس‏,‏ واستطرد‏:‏ إذا كنتم تعتقدونن التوصل إلي اتفاق مع أبومازن من دون إشراك حماس فإنكم ترتكبون خطأ كبيرا‏..‏


يتوجب أخذهم أي حماس في الحسبان‏,‏ حتي لو تقدمتم بالمفاوضات مع أبومازن‏,‏ فإنه لا يستطيع التوقيع علي اتفاق مع إسرائيل من دون موافقة حماس‏,‏ ولكي يقنع بن جاسم ضيفه قال له‏:نت شاحر بئير ـ لاعبة التنس ـ هنا‏,‏ فإن العلم الإسرائيلي رفرف علنا في جميع أنحاء الدوحة‏!‏